قام الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بزيارة تفقدية إلى منطقة وعظ القاهرة، وذلك في إطار جولته المستمرة لمتابعة سير خطة العمل بالمنطقة، ومناقشة آليات تنفيذ الأنشطة الدعوية داخل المحافظة.

تهدف الجولة إلى الوقوف على أوجه التعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة ورفع الوعي المجتمعي حول العديد من القضايا ذات الاهتمام.

أهمية الإخلاص في العمل الدعوي

خلال زيارته، أكد الدكتور الجندي على أهمية الإخلاص في جميع الأعمال، مشيرًا إلى أنه "روح الأعمال ومصدر التوفيق"، وأنه لا وزن لأي عمل دون إخلاص، سواء كان دنيويًا أو أخرويًا. وقال الجندي: "الإخلاص هو ركن أساسي في قبول أي عمل، سواء كان عبادة أو معاملة".

وأشار إلى الآيات القرآنية التي تؤكد هذا المعنى، مثل قوله تعالى: "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ".

وأضاف أن العمل الدعوي يتطلب من الدعاة أن يكونوا مخلصين في نواياهم وأفعالهم، مستشهداً بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

كما أوضح أن على الدعاة أن يشعروا بمسؤولية رسالتهم وأن يعيشوا مع الدعوة بكل مشاعرهم، فيفرحوا لنجاحها ويحزنوا عند ضعفها، مشددًا على أن الدعوة ليست مجرد واجب أو تكليف بل يجب أن تكون من القلب.

العمل الدعوي بحرقة وصدق

أكد الجندي أن الدعوة الحقيقية تأتي عندما يشعر الداعية بالمسؤولية والحرقة على دينه، مشيرًا إلى أن الكلمات التي تخرج من القلب تقع في قلوب الناس وتؤثر فيهم بشكل إيجابي.

وأضاف: "العالِم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلَّت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا".

رؤية شاملة لمعالجة التحديات الدعوية

وأوضح الأمين العام أن الفترة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة برؤية شاملة لمعالجة أوجه القصور في العمل الدعوي، مؤكدًا على أن الأزهر الشريف وعلمائه في أشد الحاجة لتكثيف جهودهم في هذه المرحلة لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح صحيح الدين.

وشدد على أهمية محاربة التطرف الفكري سواء كان من جهة التشدد أو الإلحاد، مؤكدًا أن الوسطية هي الأساس الذي يجب أن ينطلق منه العلماء في دعوتهم.

أهمية منطقة وعظ القاهرة

في ختام زيارته، أشاد الدكتور الجندي بأداء منطقة وعظ القاهرة، وكذلك بلجنة المصالحات والفتوى الرئيسة.

وأكد أن منطقة وعظ القاهرة تتمتع بخصوصية جغرافية مهمة، نظرًا لقربها من العديد من المؤسسات الحيوية في العاصمة، وهو ما يجعلها تحتل مكانة خاصة في خطة مجمع البحوث الإسلامية.

وأضاف أن الآمال معقودة على علماء الوعظ في القاهرة لمواصلة جهودهم في رفع الوعي المجتمعي ومعالجة القضايا الملحة.

التعاون مع مؤسسات الدولة

وفي إطار سعي مجمع البحوث الإسلامية لتعزيز دوره المجتمعي، شدد الدكتور الجندي على أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية ومختلف مؤسسات الدولة لرفع الوعي المجتمعي تجاه القضايا الحساسة، سواء كانت دينية، اجتماعية، أو ثقافية.