فهم العلاقة بين الحالة النفسية للأشخاص وتأثيرها على صحتهم واحد من أهم مجالات البحث الجديدة في الطب الحديث، والتي يخصص لها الباحثون العديد من الدراسات لمعرفة مدي التأثير الذي يحدث على صحتك بسبب الدخول في حالة نفسية معينة.

وأظهرت الأبحاث الحديثة أن العوامل النفسية مثل التوتر والاكتئاب، يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض العضوية المزمنة، وكذلك زيادة سوء حالة المصابين بالفعل بأمراض أخرى.

مجدي بدران: العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية وثيقة وقوية

الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أكد أن الصحة النفسية هي قدرة الفرد على التعامل مع المشاعر والأفكار والمشاكل بطريقة سليمة، وتشمل أيضا القدرة على إقامة العلاقات الاجتماعيّة الصحيّة، والثقة بالنفس، والتكيّف مع التغييرات والأحداث في الحياة، والتعبير عن العواطف.

وأضاف لـ«الطريق» أن الصحّة النفسيّة والصحة الجسدية ترتبطان ارتباطًا وثيقًا وتؤثر كل منهما على الأخرى، فالإجهاد والقلق يمكن أن يسبب كل منهما ارتفاعًا في ضغط الدم، واضطرابات النوم والوزن، والتوتر النفسي قد يسبب مشاكل جسدية مثل قلة المناعة، والقرحة المعدية، والربو الشعبى، والقولون العصبى، ومشاكل في الخصوبة.

وأكد كذلك أن الضغط النفسي يمكنه أن يسبب ارتفاع السكر في الدم، وأمراض القلب والتعب والخمول، آلام في الصدر والصداع المتكرر، والشيخوخة المبكرة.

وأشار إلى أن المشاعر القوية مثل التوتر والقلق والاكتئاب تؤدي إلى تحفيز مواد كيميائية في الدماغ تعمل على تشغيل إشارات الشعور بالألم وعدم الراحة، الأمر الذي يجعل العقل أكثر وعيا بالتشنجات التى تحدث في القولون.

وقال عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن المستويات العالية من كيمياء الغضب والكورتيزول يمكن أن تسبب اضطرابات بالمعدة، إذ يؤثر الكورتيزول على مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء مسببًا تفاقم أعراض القولون العصبي.

العلاقة بين التوتر والإصابة بالربو

ويؤدي التوتر والقلق إلى تنشيط الجهاز العصبي المركزي، والذي بدوره يطلق هرمونات تؤثر على الجهاز الهضمى وقد تسبب الإسهال أو الإمساك أو الغازات أو المغص.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالتوتر الشديد والعواطف السلبية يؤديان إلى تفاقم أعراض الربو لدى بعض الأشخاص، على الرغم أن الضغط النفسي لا يؤدي إلى الإصابة بنوبات الربو بشكل مباشر، إلا أنه يمكن أن يساهم في تفاقم الحالة لدى المصابين به، ويزيد من ظهور الأعراض بسبب زيادة سرعة وصعوبة التنفس الناتجة عن الحالة النفسية السلبية.

كيف تحمي نفسك من الأمراض الجسدية والنفسية

ونصح الدكتور مجدي بدران، باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية للوقاية من الأمراض النفسية والجسدية مثل:

ممارسة التمارين الرياضية وخاصة التي تعتمد على الاسترخاء والتأمل، واتباع نظام غذائي صحي، مع الحفاظ على وزن مثالي، والنوم لمدة 8 ساعات يوميًا.

وأكد على ضرورة التوقف عن التدخين ومقاطعة الخمور والمخدرات، وممارسة الأنشطة الترفيهية، مع

بناء على علاقات اجتماعية سوية، وتفادي المواقع والمحتوى السلبي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وإدراك أهمية الصحة النفسية والبدنية، والبحث عن الدعم النفسي والتحدث مع الأشخاص الموثوق بهم، وتخصيص وقت للقراءة والتأمل والاسترخاء، ويفضل تقديم المساعدة للآخرين والمشاركة في العمل التطوعي، وتجنب التوتر والضغوطات الزائدة.