ذكرى "حصن المحروسة".. 3 سنوات على رحيل المشير طنطاوي - نبض مصر

الحادثة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تأتي اليوم الذكرى الثالثة لرحيل المشير طنطاوي، الذي قاد مصر في وقت عصيب، وتحمل ما لا تتحمله الجبال، فقد كان المشير محمد حسين طنطاوي "حصن المحروسة" في ظل ظروف أمنية بالغة الصعوبة، بالإضافة إلى تحديات خارجية شديدة التعقيد. عُرف المشير طنطاوي بقدرته الفائقة على إدارة الأزمات وفهمه العميق لمستوى المسؤولية التي تقع على عاتقه.

ذكرى رحيل المشير طنطاوي

وكان المشير طنطاوي شخصية محورية في الحفاظ على استقرار الوطن، لقد تصدى لأخطر ما واجهته البلاد في تاريخها الحديث، واستطاع بفضل حكمته وحنكته العسكرية أن يقود البلاد نحو بر الأمان.

المشير طنطاوي لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للوطنية والولاء، حيث أفنى حياته في الدفاع عن مصر. نذكره اليوم كأحد أبطال حرب أكتوبر وكقائد استثنائي ساهم في حماية مقدرات البلاد في أحلك الظروف. إن ذكراه ستبقى خالدة في قلوب المصريين، معبرين عن احترامهم وتقديرهم لما قدمه من تضحيات.

4d149a721c.jpg
ذكرى رحيل المشير طنطاوي

سيرة المشير طنطاوي

وُلد المشير محمد حسين طنطاوي في 31 أكتوبر 1935. تخرج في الكلية الحربية عام 1956، حيث حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية، كما درس في كلية القيادة والأركان عام 1971 وفي كلية الحرب العليا عام 1982.

وفي عام 1987، تولى المشير محمد حسين طنطاوي منصب قائد الجيش الثاني الميداني، وهو دور كان له تأثير كبير على العمليات العسكرية في تلك الفترة. في عام 1988، تمت ترقيته ليصبح قائد قوات الحرس الجمهوري. ثم في عام 1991، عُين قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع برتبة فريق.

وبعد شهر من توليه المنصب، أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق أول، وفي نهاية عام 1993، تم ترقيته إلى رتبة المشير، مع استمراره كوزير للدفاع والإنتاج الحربي.

رئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة

وتولى المشير طنطاوي رئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011. خلال هذه الفترة الحرجة، قاد البلاد في ظل ظروف أمنية وسياسية معقدة، ونجح في الحفاظ على استقرار الوطن وحماية المواطنين، اتخذ طنطاوي خطوات استراتيجية لضمان أمن البلاد في مواجهة التحديات، وكان دوره محوريًا في إدارة المرحلة الانتقالية.

الأنواط والأوسمة 

حصل المشير طنطاوي على العديد من الأوسمة والأنواط العسكرية تقديرًا لجهوده خلال مسيرته، منها:

  • نوط النصر
  • نوط المعركة
  • نوط التدريب
  • وسام التحرير
  • ميدالية يوم الجيش
  • وسام تحرير الكويت
  • نوط الخدمة الممتازة
  • نوط الجلاء العسكري
  • ميدالية تحرير الكويت
  • نوط الشجاعة العسكري
  • وسام الجمهورية التونسية

تجسد هذه الأوسمة والتكريمات الاحترام والتقدير الذي حظي به المشير طنطاوي في صفوف القوات المسلحة والمجتمع المصري بشكل عام.

0be8415aa4.jpg
ذكرى رحيل المشير طنطاوي

المناصب القيادية للمشير طنطاوي

شغل طنطاوي العديد من المناصب الهامة في القوات المسلحة المصرية، بما في ذلك:

  • رئيس هيئة العمليات.
  • قائد فرقة المشاة.
  • قائد الجيش الثاني الميداني.

شارك في حروب هامة مثل حرب 1956، وحرب 1967، وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر 1973، التي أظهر خلالها شجاعة وبسالة كبيرة.

أحداث 25 يناير 2011

أثناء أحداث 25 يناير 2011، نجح طنطاوي في الحفاظ على الأمن الداخلي للبلاد. استجاب لمطالب الشعب بحذر، مما ساعد على تجنب إراقة الدماء. كان دوره محوريًا في تنظيم تواجد القوات المسلحة لحماية المتظاهرين.

معركة المزرعة الصينية

تعتبر معركة المزرعة الصينية مثالًا على العبقرية العسكرية للمشير طنطاوي. في هذه المعركة، استخدم تكتيكًا مميزًا لجذب القوات الإسرائيلية إلى منطقة مكشوفة، مما مكنه من محاصرتها ودحرها.

الحفاظ على وحدة الجيش

وخلال فترة رئاسته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، تمكن طنطاوي من الحفاظ على تماسك الجيش المصري، وضمان عدم تفكك قواته في ظل الظروف الصعبة.

وفاة المشير طنطاوي والتكريم

توفي المشير طنطاوي في 21 سبتمبر 2021، عن عمر يناهز 85 عامًا. حضر جنازته العسكرية العديد من قادة القوات المسلحة ورجال الدولة، حيث أُعلن الحداد في البلاد. كما تم إطلاق اسمه على مجمع وقاعدة هايكستب العسكرية تقديرًا لدوره الوطني.

9de2160edd.jpg
ذكرى رحيل المشير طنطاوي

الرئيس السيسي ينعى المشير طنطاوي

نعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، وقال الرئيس عبر منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن، إنه المشير محمد حسين طنطاوي، الذي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر”.

وتابع: “عرفت المشير طنطاوي محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان”.

وأضاف: “بسم الله الرحمن الرحيم.. «مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُواْ تبديلًا» صدق الله العظيم”.

a9b2aee148.jpg
الرئيس السيسي ينعى المشير طنطاوي

وصية المشير طنطاوي وأثره على الشعب المصري

قبل وفاته، حذر المشير طنطاوي المصريين من مخاطر الفوضى، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على وحدة البلاد. وصيته كانت دعوة للحفاظ على مصر، وعبّر عن إيمانه بأن مصر هي قلب الأمة.

وقال المشير طنطاوي خلال كلمته: "خدوا بالكو على مصر، فمصر هي القلب، والمراد هي مصر، ومصر إن شاء الله حتستمر، فهي شعلة الوطنية والقومية والأمن والأمان في المنطقة كلها، ولو مصر حصلها حاجة، فالمنطقة كلها أنتهت".

وفي أحد الفيديوهات للمشير محمد حسين طنطاوي، وذلك خلال استقلاله للسيارة، قام عشرات المواطنين بتوقيف سيارته والحديث معه عن ضرورة محاسبة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والقصاص منهم، بعد ما فعلوه بمصر طوال السنوات الماضية، وقام المشير طنطاوي بالرد عليهم قائلا: "متخافوش .. ربنا كريم ومش هيسيبكم".

تبقى ذكرى المشير محمد حسين طنطاوي خالدة في قلوب المصريين. لقد كان قائدًا عسكريًا ورجل دولة من طراز خاص، استجاب لنداء الوطن في كل الأوقات. إنجازاته ودوره في الحفاظ على مصر خلال الفترات الصعبة تضعه في مصاف الأبطال الوطنيين الذين سيظل ذكرهم حياً في تاريخ الأمة.

google news
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق