ردت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي، حول مدى صحة القول بأن "أرض مصر مباركة وهي أم البلاد".

وأكدت الإفتاء أن هذا القول صحيح، مشيرة إلى أنه من كلام نبي الله نوح عليه السلام، وتم تناقله عبر التاريخ بواسطة علماء الأمة ومؤرخيها.

أوضحت دار الإفتاء أن مصر سميت بـ"أم البلاد وغوث العباد" بناءً على ما ورد عن نبي الله نوح عليه السلام.

فقد ذكر ابن عبد الحكم في كتابه "فتوح مصر والمغرب" أن نوح دعا لابنه قائلاً: "اللهم إنه قد أجاب دعوتي؛ فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا".

وذكرت دار الإفتاء أن هذا النص ورد في عدد من كتب التراث الإسلامي مثل "فضائل مصر المحروسة" للحافظ الكندي و"المسالك والممالك" للعلامة البكري، واحتج به العلماء لإثبات فضائل مصر.

كما أشارت الإفتاء إلى أن مصر هي البلد الوحيد الذي سُمِّي بهذا الاسم في القرآن الكريم، وذلك كما سمّى الله مكة بـ"أم القرى"، وهذا الاسم يُعبر عن مركزية مصر وأهميتها بين البلاد، كما يحمل دلالة على الخير الوفير الذي خص الله به أرض مصر.

وذكرت دار الإفتاء أن العديد من المؤرخين والعلماء أكدوا هذه التسمية في كتبهم، مثل الحافظ السيوطي في "حسن المحاضرة"، والمؤرخ المقريزي في "المواعظ والاعتبار"، والحافظ ابن دحية الذي أشار إلى أن مصر هي أخصب بلاد الله، وقد سماها الله بأم البلاد.

واستشهدت الإفتاء بما نقله المؤرخون عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن الله خلق الدنيا ورأى أن مصر هي أرض مباركة ذات نهر جارٍ، ودعا لها بالرحمة والخصب والبركة.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بأن مصر كانت على مر العصور محل اختيار الأنبياء والحكماء والصحابة، وهي دار الملك وبيضة الإسلام.

وبناءً على ذلك، فإن مصر أرض مباركة، و"أم البلاد" كما سماها نبي الله نوح عليه السلام، وهذه التسمية ظلت متداولة على مر العصور بين علماء الأمة.