صاحب بشارة النصر.. في ذكرى وفاته| من هو الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق؟ - نبض مصر

الحادثة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، والذي يُعتبر أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في العصر الحديث، وُلد في 25 مارس 1910 وتوفي في 17 أكتوبر 1978، تتزامن ذكراه هذا العام مع ذكرى حرب أكتوبر 1973، حيث كان له دور بارز في نشر الروح الوطنية والدعوة للوحدة في تلك الفترة الحساسة. 

كما أُطلق عليه لقب " صاحب بشارة النصر " نظراً لدعواته المتكررة للثقة في قدرة مصر على تحقيق النصر.

يُعد الإمام عبد الحليم محمود رمزًا للعلم والقيادة الروحية، وقد ترك إرثًا فكريًا وروحيًا لا يزال يتردد صداه حتى اليوم.

من هو الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق؟

وُلد الإمام عبد الحليم محمود في قرية أبو الحمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12 من مايو 1910م)، في أسرة معروفة بالصلاح والتقوى. بدأ حياته بحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بالأزهر حيث حصل على الشهادة العالمية سنة (1351هـ= 1932م).

سافر بعد ذلك إلى باريس لاستكمال تعليمه العالي، وحصل على درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي عن الحارث المحاسبي سنة (1359هـ= 1940م). 

ff8ef5885a.jpg
الإمام عبد الحليم محمود 

بعد عودته إلى مصر، عمل مدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في المناصب العلمية حتى عُيّن عميدًا للكلية سنة (1384هـ= 1964م). لاحقًا، انتخب عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينًا عامًا له، وتولى منصب وكيل الأزهر سنة (1390هـ= 1970م) قبل أن يصبح وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر.

ترك الدكتور عبد الحليم محمود إرثًا علميًا كبيرًا، حيث ألف أكثر من 60 كتابًا في التصوف والفلسفة، منها كتب بالفرنسية. ومن أشهر مؤلفاته: "أوروبا والإسلام"، و"التوحيد الخالص أو الإسلام والعقل"، و"أسرار العبادات في الإسلام".

عُرف بشغفه بالمسؤولية وخدمته للإسلام والمسلمين، حيث تفاعل مع الجماهير في مختلف البلدان مثل الهند وباكستان وماليزيا وإيران والمغرب. تميزت لقاءاته بشغف الناس وحبهم له، مما يعكس مكانته الرفيعة في قلوب المسلمين.

كانت حياة الإمام عبد الحليم محمود جهادًا مستمرًا، واستمر في العطاء حتى توفي في (17 من أكتوبر 1978م)، تاركًا خلفه إرثًا فكريًا وروحيًا عظيمًا.

الإمام عبد الحليم محمود: أبو العارفين ورائد التصوف

يُعرف الإمام الأكبر عبد الحليم محمود بلقب "أبو العارفين"، ويُعتبر رائد مدرسة الفكر الإسلامي والتصوف في العصر الحديث. يرى الإمام أن التصوف يُجسد صفاءً ملائكياً يتطلب السير في دروب الإيمان والإخلاص، حيث يصفه بأنه "نظام الصفوة المختارة"، الذين وهبهم الله حسًا مرهفًا وذكاءً حادًا وفطرة روحانية وصفاءً يشبه صفاء الملائكة.

يُعرّف الإمام المتصوف بأنه الملتزم بتعاليم الدين قولًا وعملًا، قائلًا إن "الصوفي هو الذي يستحضر ذكر ربه في كل وقت". ويؤكد أن المؤمن إذا وصل إلى إسلام حقيقي، فلن يهتم بمعصيته أو يأمر بمنكر.

687.webp
الإمام عبد الحليم محمود 

الإمام عبد الحليم محمود يؤكد أيضًا أن التصوف لا يُكتسب من القراءة أو الدراسة الأكاديمية، حتى في الكتب الصوفية. يقول إن "الصوفي" قد يكون أعلم الناس بالكتب، لكنه لا يمتلك نصيبًا في المجالات الصوفية إلا من خلال العمل والسلوك. ويرى أن المعرفة التي تأتي من السلوك هي إلهام وكشف، تعكس على البصيرة وتجعل الشخص يدرك الحقيقة.

عند حديثه عن رحلته إلى عالم التصوف، يشير الإمام إلى أنه بعد إعداد رسالة الدكتوراه حول "الحارث بن أسد المحاسبي"، وجد في تلك الفترة هدوءًا نفسيًا وطمأنينة روحية. يقول: "لقد كفانا الله ورسوله كل ما أهمنا من أمر الدين"، وقد قادته هذه التجربة إلى دعوة الناس إلى هذا المنهج من خلال الكتابة والمحاضرات.

أحد أهم إنجازاته هو كتابه "التوحيد الخالص"، الذي يعبر عن خلاصة تجربته الفكرية، حيث أشار إلى فرحته الكبيرة عند ظهوره، معتبرًا إياه تجسيدًا لرؤاه في الحياة الدينية.

google news
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق