مصطفى زايد يكتب: الصوفية وحرب أكتوبر.. رجال صنعوا المجد من رحم الزوايا - نبض مصر

الحادثة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

جسدت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، حيث أظهرت تلاحم الشعب المصري بكافة طوائفه وفئاته في مواجهة العدو الإسرائيلي. من بين هذه الفئات، لعبت الطرق الصوفية دورًا بارزًا في دعم المجهود الحربي، ليس فقط من خلال الدعاء والتضرع في الزوايا والأضرحة، بل أيضًا من خلال المشاركة الفعلية في ساحات القتال. في هذه المقالة، سنستعرض الدور الذي لعبته الطرق الصوفية في حرب أكتوبر، مع ذكر أبرز المشايخ والمريدين الذين ساهموا في هذه الحرب.

الطرق الصوفية ودورها في المجتمع المصري

الطرق الصوفية في مصر لها تاريخ طويل وعريق، حيث كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والديني للبلاد. تتنوع الطرق الصوفية في مصر بين الأحمدية، الشاذلية، الرفاعية، وغيرها، ولكل منها تأثيرها الخاص وأتباعها المخلصين. كانت هذه الطرق دائمًا مصدرًا للروحانية والتوجيه الديني، ولكنها أيضًا لعبت أدوارًا اجتماعية وسياسية هامة في تاريخ مصر.

المشاركة الفعالة في حرب أكتوبر

على الرغم من الصورة النمطية التي قد تكون موجودة عن الصوفيين بأنهم يكتفون بالدعاء والتأمل، إلا أن حرب أكتوبر أثبتت عكس ذلك. شارك العديد من مشايخ ومريدي الطرق الصوفية في القتال جنبًا إلى جنب مع الجنود المصريين، مؤكدين على أن الدفاع عن الوطن هو جزء لا يتجزأ من الإيمان.

الشيخ عيد أبوجرير والطريقة الجريرية

من أبرز الأمثلة على ذلك هو الشيخ عيد أبوجرير، مؤسس الطريقة الجريرية في سيناء. كان الشيخ أبوجرير معروفًا بدوره الوطني منذ العدوان الثلاثي عام 1956، واستمر في دعمه للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى وفاته في أوائل السبعينيات. كان له دور كبير في دعم الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، حيث دعا أتباعه من العشائر والقبائل المختلفة لتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي للقوات المسلحة.

اقرأ أيضا

الشيخ منصور عيد أبوجرير

تولى الشيخ منصور عيد أبوجرير، نجل الشيخ عيد، قيادة الطريقة الجريرية بعد وفاة والده، واستمر في دعم الجيش المصري خلال حرب أكتوبر. كان له دور بارز في تنظيم المساعدات وتقديم الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، مما ساهم في تحقيق النصر.

الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر

الإمام عبد الحليم محمود: شيخ الأزهر في ذلك الوقت، والذي كان له دور كبير في رفع الروح المعنوية للجنود من خلال خطبه ودعواته المستمرة للنصر.

الشيخ محمد متولى الشعراوى

الشيخ محمد متولي الشعراوي: الذي كان له تأثير كبير على الجنود من خلال دروسه الدينية التي كانت تحث على الجهاد والدفاع عن الوطن.

دور الطرق الصوفية الأخرى

لم تقتصر المشاركة على الطريقة الجريرية فقط، بل شاركت العديد من الطرق الصوفية الأخرى في دعم المجهود الحربي. كانت الزوايا والأضرحة مراكز لتجمع المقاتلين وتقديم الدعم المعنوي والديني لهم. كما شارك العديد من المريدين في القتال الفعلي، مؤكدين على أن الدفاع عن الوطن هو واجب ديني ووطني.

وختامًا لقد أثبتت حرب أكتوبر أن الطرق الصوفية ليست مجرد تجمعات دينية منعزلة، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري. من خلال مشاركتهم الفعلية في القتال ودعمهم المعنوي واللوجستي، أظهر الصوفيون أن الإيمان والوطنية يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب. إن الدور الذي لعبته الطرق الصوفية في حرب أكتوبر هو جزء من تاريخ مصر المجيد، ويستحق أن يُذكر ويُحتفى به.

google news
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق